و اعتبر رئیس اللجنة الاداریة لمؤسسة البركة التابعة للجنة تنفیذ أمر سماحة الامام (ره) بان تحقق هذا الامر علی ارض الواقع سیتم من خلل مشاریع توفیر الاعمال التي اطلقتها مؤسسة البركة. و یعتقد الدكتور محمود عسكري ازاد بان العمل هو اساس التنمیة في البلد و ینبغي اعتبار موضوع تأكید مؤسسة البركة علی موضوع العمل هو من أجل تحقیق هذا الامر المهم.

و اعتبر المشاریع الرباعیة لمؤسسة البركة في مجال توفیر الاعمال حصیلة سنوات من الدراسات العدیدة التي قام بها افضل خبراء و مفكري البلد و أكد بأن تطبیق هذه المشاریع علی ارض الواقع یمكنه ان یوفر سبیلاً لحل مشكلة البطالة و ان یستأصل و یعتقد الدكتور عسكري ازاد بان علی الحكومة ان لاتنتهج مسیراً خاطئاً في مجال توفیر الاعمال و ان لایحددوا عملیة توفیر الاعمال و التجارة من خلال الدعم المالي و تقدیم القروض فقط. لان نتائج هذه الاعمال ستكون بعیدة كل البعد عن توفیر الاعمال المستدیمة.

س) ان مؤسسة البركة باعتبارها احد المؤسسات التابعة للجنة تنفیذ أمر سماحة الامام (ره) قد ركزت نشاطها الاساسي علی موضوع توفیر الاعمال، فما هو سبب اتخاذ مثل هذه السیاسة و ماهي سبل الحل في هذا المجال؟

- في الوقت الراهن توجد ثلاث عقبات رئیسیة في مجال العمل في البلد. و العقبة الاولی هو ان نسبة العاملین في البلد مقارنة مع عدد السكان نسبة قلیلة و هذا ماجعل نسبة العاملین في مجال الانتباه في البلد قلیلة جدا. و اذا كان من المقرر ان یصل نسبة عدد كوادر العمل في بلدنا مقارنة بعدد السكان بنفس مستوی نسبة الكوادر العمل في بلدان اسیا و الاقیانوسیة ینبغي علینا ان نضیف 13 ملیون شخص آخر الی كوادر العمل في بلدنا، حتی یصل عدد العاملین و الشاغلین في البلد من 24 ملیون الی 37 ملیوناً. من جهة أخری نلاحظ أن نسبة البطالة في البلد تبلغ 12%، الامر الذي یدل علی وجود ثلاثة ملایین عاطل في البلد.

طبعاً أن النسبة الرسمیة للبطالة تختلف مع الاحصائیات غیر الرسمیة.

نعم، ان نسبة البطالة لدینا تعتبر ایضاً نسبة عالیة علی الصعید العالمي و هي اعلی من معدل البطالة. فنسبة البطالة العالمة هي 4 بالمئة، و اذا استندنا الی النسبة الرسمیة للبلد ایضاً یعني 12% فهذا الرقم ایضاً هو أكثر بكثیر من معدل نسبة البطالة في العالم.

المشكلة الثانیة انخفاض مستوی ترشد كوادر العمل. فالتقاریر الصادرة من منظمة العمل الدولیة تشیر الی نسبة الترشید في بلدنا مقارنة بالبلدن المجموعة الاولی التي لدیها اعلی نسبة من الترشید تصل الی خمس تلك البلدان یعني ان نسبة في البلدان المذكورة خمس اضعاف ترشید كوادر العمل في بلدنا. و المشكلة الثالثة: الاضطرار الی الهجرة للحصول علی فرص للعمل و عادة تكون هذه الهجرة متسلسلة من القری الی المدن الصغیرة و من المدن الصغیرة الی المدن الكبری و من المدن الكبری الی المدن الضخمة و هكذا. و هذا الامر بدوره یخلق مشاكل و قضایا عدیدة منها العیش علی حافات المدن و ظهور المشاكل الاجتماعیة و انعدام الامن و عشرات المشاكل الاخری. و نظراً لاهتمام مؤسسة البركة باوامر و ارشادات القائد المعظم التي تؤكد علی ازالة الحرمان و تعزیز القدرة الاقتصادیة و الاجتماعیة للمناطق المحرومة و القری و الاریاف انتهجت مؤسسة البركة سیاسة تنمیة الاعمال و جعلت ازالة المشاكل الثلاثة المذكورة هدف و اساس نشاطاتها.

و رغم كل المبادرات و النشاطات الواسعة التي قامت بها مؤسسة البركة في مجال توفیر الاعمال، لازالت مؤسسة البركة تعرف في المجتمع بصورة عامة بانها تقوم بالخدمات الاعماریة و البنی التحتیة أكثر ممات قوم به من خدمات و أعمال و مبادرات أخری.

في بلدنا بصورة عامة یتم الاهتمام بالقضایا الظاهریة أكثر من النشاطات المبرمجة و الكثیر من المسؤولین في البلد تشاهدهم عامة الناس في مراسم الافتتاح و مراسم وضع حجر الاساس. فالناس بصورة عامة یشاهدون هذه الامور أكثر كما وسائل الاعلام ایضاً تنتهج نفس هذا الامر.

س)  و حتی ان نواب المجلس و المحافظین و حكام المدن خلال لقائهم بمسؤولي لجنة تنفیذ أمر سماحة الامام (ره) یطلبون منا في اغلب الاحیان امور في مجال الاعمار و البنی التحتیة ایضاً. فهل لم یتم فهم موضوع توفیر الاعمال بشكل جید؟ ام ان المسؤولین یبحثون عن امور و قضایا تبرز سریعاً في المجتمع؟

كلاهما، علی كل حال ان مسؤولي المحافظات و المدن یحبون ان یتم وضع حجر الاساس للمشاریع الاعماریة ، و البنی التحتیة و افتتاحها خلال فترة تولیهم للمسؤولیة حتی تبقی هذه الامور بشكل ما في تاریخ اعمالهم. و طبعاً ان مثل هذه القضایا كانت سائدة في البلد منذ بدایة انتصار الثورة الاسلامیة و حتی یومنا هذا. و جمیع المسؤولین یرغبون في طرح اسمائهم مع المشاریع الاعماریة. من ناحیة أخری لایتم في بلدنا القاء نظرة علمیة و منطقیة علی عملیة توفیر الاعمال. فهم یتصورون ان توفیر الاعمال یعني المال و تسلیم النقود و تقدیم القروض بأي شكل ما. فلم تكن هناك نظرة او رؤیة منطقیة و علمیة في هذا المجال ابداً.

س) نرجوا أن تحدثنا قلیلاً عن المشاریع التي مؤسسة البركة تنفیذها في مجال توفیر الاعمال؟

ان النموذج الذي نقوم بتطبیقه في القری و المناطق المحرومة یختلف عن الاسالیب التي یتم عادة استخدامها في المدن من أجل تنمیة الاستثمارات في مجال توفیر الاعمال. فعندما ندخل الی القری بهدف توفیر الاعمال  فیها، نواجه في البدایة أناس لایعرفون فنون العمل و التجارة حتی نستطیع ان نقوم بعمل ما. كما نلاحظ في نفس الوقت ان هؤلاء لایملكون أي مصادر مالیة كما أنهم لم یقوموا بجمع مالدیهم من اموال. و اذا تمكنا في النهایة في انتاج أي نوع من المحاصیل أو الاعمال، فسوف لایجدون سبیلاً لتسویقها. فكل هذه المشاكل و العقبات التي ذكرناها سببت في خلق مشروع "آسمان" (مقررات الاستثمارات الشعبیة و اشتغال الكوادر البشریة) الذي یستهدف احیاء الاستثمارات البشرة الاجتماعیة. فمن خلال تنفیذ مشروع آسمان تشعر المجتمعات المحلیة بانها تستطیع بان تقوم بعمل ما و حتی انهم بحد ذاتهم یستطعیون ان یوفروا فرص عمل للاخرین. علی سبیل المثال عندما تم تنفیذ مشروع آسمان في جزیرة هرمز حصل 10% من سكان هذه المنطقة البالغ 4000 نسمة علی احد الاعمال و المهن. و طبعاً نحن لم نقم باعمال خاصة في هذه الجزیرة و التي الوحید الذي قمنا به هو احیاء الثروة الانسانیة و الاجتماعیة.

و لاستكمال عملیة توفیر الاعمال تم اجراء المشروع الثاني یعني مشروع "سحاب" ( استثمارات البركة لدعم توفیر الاعمال. ففي اطار هذا المشروع یتم تعلیم المهن و الاعمال للراغبین في الحصول علی العمل . ثم یتم تحدیداً الاعمال التي ینبغي ان یقومون بها – مع الاخذ الامكانیات الذاتیة للمنطق بنظر الاعتبار- ثم یتم تقدیم الدعم لهؤلاء لممارسة اعمالهم.

في المشروع الاخر الذي یطلق علیه اسم "مهتاب" ( نموذج توجیه الجهود الاقتصادیة لمؤسسة البركة ) یتم ادخال المتقدمین للعمل في دورات تعلیمیة و یتم تعلیمهم أي مهنة یختارون لممارستها. و نحن في مؤسسة البركة قد وضعنا معاییر و مقاییس محترفة لجمیع المهن و الاعمال الصغیرة و المتوسطة و  الاعمال المنزلیة  في القری. و في الوقت الراهن لدینا 16 مهنة للمارسة في القری، حیث تم تنظیم المعاییر لستة مهن و هي تربیة المواشي و الاحشام، انتاج الطاقة الشمسیة، تربیة المناحل، حیاكة السجاد، تربیة المواشي الكبیر و الدیك الرومي. اما بقیة المهن فسیتم تنظیم معاییرها عن قریب.

اما المشروع الرابع فهو مشروع آفتاب ( مقررات البركة لازالة الفقر و تعزیز القدرة الاقتصادیة ) و هدف هذا المشروع هو دعم و تثبیت مشاریع توفیر الاعمال و الحقیقة ان هدف مشروع آفتاب في الاساس هو دهم الاعمال و المهن التي تم توفیرها في المشاریع المذكورة : و مجموع هذه المشاریع الاربعة تشكل في الحقیقة نموذج تنمیة الاعمال المستدامة.

س) لقد شاهدنا في الماضي بان بعض المؤسسات و المنظمات بادرت بمختلف الانحاء بتقدیم المساعدات المالیة و اعطاء القروض و وفرت فرص عمل عدیدة، الا ان بعض مشاریع هذه المنظمات و المؤسسة تم اهمالها و حتی تركها ناقصه و بالتالي لم تحقق هذه المشاریع اهدافها المنشودة، فما هي التدابیرة و سبل الحل التي اتخذتها مؤسسة البركة لاجتناب الوقوع في مثل هذه المشاكل؟

ان مثل هذه الامور لم تحدث في الماضي فقط و انما تحدث الان ایضاً. علی سبیل المثال ان مجلس الشوری الاسلامي قد سمح للحكومة بأن تأخذ 1.5 ملیار دولار من صندوق احتیاطي العملة الصعبة لتوفیر الاعمال ، و ذلك لان المجلس یعتقد أن الاموال هي التي توفر الاعمال. طبعاً هناك حاجة للمال ایضاً من أجل توفیر الاعمال، الا ان المال یعتبر احد اركان توفیر الاعمال. و المشاریع الاربعة التي أشرت الیها تتضمن حوالي 48 خطوة و مرحلة و موضوع البحث المالي یعتبر احد هذه الخطوات، اذ ینبغي اخذ جمیع المتغیرات المؤثرة في تحقیق الاهداف. و نحن نعتقد لو انه تم تنمیة و تطویر النماذج الموجودة لدینا و التي حققت نتایج جیدة ایضاً، سیتم حل القسم الاكبر من مشكلة البطالة في المناطق المحرومة و المناطق القرویة و الریفیة.

س) بالنسبة الی الاعمال و المهن التي وفرتها مؤسسة البركة، الی متی تنطبق هذه الاعمال مع المعاییر الدولیة و المؤشر الدولي للتنمیة البشریة لمنظمة الامم المتحدة؟

كما قلت نحن لانسعی الی توفیر الاعمال و تقدیم الدعم المالي لها فحسب، و انما نحن نؤكد علی ضرورة رعایة حدود جمیع المواصفات الدولية في مجال توفیر الاعمال. ان اقل عائد مالي في مشاریع توفیر الاعمال في القری ملیون و 200 الف تومان و هو رقم لابأس به بالنسبة للعائلة في القریة. طبعاً هناك بعض العوائل یصل عائدها المالي بین ملیونین الی ثلاثة ملایین تومان. و طبعاً نحن نتحدث عن مشاریع توفیر الاعمال و لیس عن شغل او عمل. اذ یشارك في كل مشروع 25 بالمئة من الكوادر الانسانیة، و ان كل مشروع  یوفر عادة فرصة عمل مباشرة لكل شخص.

س) رغم كل هذه الاعمال و المبادرات التي تقوم بها مؤسسة البركة و المؤسسات الاخری، لماذا لازلنا نشاهد ان الهجرة متواصلة الی المدن و ان القری تصبح خالیة من السكان بمرور الزمن؟

ان مؤسسة البركة التابعة للجنة تنیفذ أمر سماحة الامام ( ره) تقوم ما بوسعها و تبذل كل جهودها من أجل تحقیق ما تصبوا الیه، الا ان بلدنا بلد كبیر مترامي الاطراف، و مشاریعنا الیوم یتم تنفیذها في 18 محافظة و 77 مدینة و 2742 قریة. في حین انه یوجد في البلد 39000 قریة تسكنها أكثر من 10 عوائل، و تغطیة كل انحاء و مناطق البلد یتطلب مشاركة جمیع الاجهزة و الجهات الحكومیة.

س)  لماذا لازلنا نشاهد وجود مشاكل في المناطق المحرومة و المناطق القرویة في البلد. رغم وجود كل هذه المؤسسات الناشطة في هذا المجال؟

ان سبب ذلك هو ان النظرة العامة لتنمیة المناطق القرویة كانت حتی الیوم قائمة علی اساس تنیمة البنی التحتیة فالكثیر من المؤسسات نقلت الماء و الكهرباء و الغاز الی القری و بنت المدارس، لكننا لم نعرف مؤسسة أو جهة تتولی مسؤولیة اصلاح هیكلیة الاعمال في القری. و لو ان وزارة العمل تعتبر نفسها بانها المسؤولة عن موضوع العمل، لكنها في الحقیقة لاتمتلك ذلك النفوذ و لا تلك الالیات المناسبة لهذا الامر. و من الناحیة القانونیة ایضاً لم یتم تحدید واجب ذاتي خاص لها. و اذا دخلت جمیع الأجهزة و الجهات التنفیذیة في الساحة فأنا اؤكد لكم بانه سیتم حل مشاكل العمل في المناطق القرویة خلال 6 الی سبعة أعوام.

س) ماهي برامج مؤسسة البركة لتوفیر أعمال أكثر في البلد؟

نحن نتوقع بأنه یمكننا توفیر میلون و 200 الف مشروع لتوفیر الاعمال في المناطق القرویة خلال السنوات العشرة القادمة. وأعتقد بان هذا الحجم من المشاریع سینقذ حیاة أربعة ملایین من سكان البلد الذين یعانون من البطالة و یواجهون مشاكل في تأمین حیاتهم. كما انه في السنة القادم سیصل عدد القری و المدن التي ستنفذ مؤسسة البركة، مشاریعها فیها من 77 مدینة و 2742 قریة الی 210 مدینة و 5000 قریة. ان شاء الله.

س) علی هذا الصعید الی أي حد ستعتمدون علی مساعدات الحكومة؟

نحن بصورة عامة نعتمد علی أنفسنا اولاً، لكن اذ ساهمت الحكومة، عندها سنستطیع تنمیة هذه المشاریع الی خمسة اضعاف ما اهو موجود حالیاً. فلدینا في الوقت الراهن 160 جهة تقدم لنا الدعم، في حین نحن بحاجة الی 1200 جهة لتكمیل نشاطاتنا و مشاریعنا في جمیع القری التي تولینا مسؤلیة بنائها و تعزیز قدرتها الاقتصادیة. ان مصادرنا المالية ینبغي ان تصبح خمسة اضعاف و الی جانب ذلك یجب أن نحظی بدعم المسؤولین في المحافظات و المدن و النواحي ایضاً.